البطولة الاحترافية المغربية




تعريف المدرب :

إذا ما أردنا تكوين تعريف شامل لمدرب كرة القدم بإمكاننا تعريفه بأنه " الشخص ذات الكاريزما الخاصة الذي يستخدم خبراته التي اكتسبها من دورات خاصة ليكوّن مجموعة متناسقة و منظمة من اللاعبين في فريق واحد وفق خطة لعب معينة تساعدهم في تطوير قدراتهم و تحقيق الفوز ".

الفرق بين المدرب و المدير الفني :

مصطلح المدير الفني أشمل و أكمل من مصطلح المدرب ،، فالمدير الفني عبارة عن تطور لمصطلح المدرب قديما ،، أيضا المدير الفني يكون رأس الهرم للعديد من المسميات الوظيفية التي تقع تحت إمرته على عكس المدرب الذي كن يقوم بكل هذه المهمات لوحده و هم :

المدرب العام : و هو الشخص الذي يقوم بالإشراف على التدريبات و يحدد أشكال التدريب المطلوبة الفنية و البدنية كل هذا تحت إمرة المدير الفني و هو بالأغلب تابع للمدير الفني في حله و ترحاله و يكون شبه طاقم في كل تجربة تدريبية و ينوب عن المدير الفني في كل شيء إذا غاب لأي سبب كان ،، يقدم الاقتراحات إن استدعى الأمر خلال المباريات ...

مساعد المدرب العام : بالعادة يكون من المدربين الشباب من أبناء النادي و معتزل حديثا ولديه الرغبة في ممارسة التدريب مستقبلا و تكون مهمته التعلم و الاستفادة من الخبرات ..

مدرب حراس المرمى : هو المدرب المسؤول عن حراسة المرمى بحيث يكون تنسيق مع المدير الفني و تواصل دائم فيما بينهما بتحديد الحراس الجاهزين لخوض المباريات و ترفيع الحراس الشباب و رفع المستوى العام لهم و بالتأكيد يشرف شخصيا على تدريباتهم ..

معالج الفريق : و هو الطبيب المختص بالنادي و يقوم بمتابعة إصابات اللاعبين أولا بأول و تحديد الفترة التي سيغيبها اللاعب و التسريع من فترة العلاج و تجهيز اللاعبين بدنيا و إجراء فحوصات دورية عامة لكل اللاعبين و سلامتهم من الأمراض التي تؤثر على مستقبلهم الكروي .. و يندرج ضمن إطار معالجي الفريق المدلكين الذين تتلخص وظيفتهم بالاهتمام البدني بالنسبة للاعبين و إزالة آثار الإرهاق خصوصا أثناء ضغط المباريات و الرحلات الشاقة و عندما يلعب الفريق أكثر من 90 دقيقة و في الأجواء غير الاعتيادية كالبرد و الحر الشديدين والضغط الجوي العالي ..

المعالج النفسي : عنصر مهم قد تغفله الكثير من الأندية ،، العلاج النفسي للاعب يساعده للخروج من الحالات التي تصيبه بعد الهزائم خصوصا بالبطولات المهمة للاعبين بشكل عام ،، او عندما يسجل لاعب معين في مرمى فريقه بمباراة حساسة او ان يضيع فرص في مباريات مصيرية ،، أو عندما تواجه اللاعب مشكلة شخصية معينة خارج الإطار الرياضي ..

مدير الفريق ( المتحدث الرسمي ) : هو حلقة الوصل بين الجهاز الفني و اللاعبين من جهة و بين إدارة النادي و داعميه ... يكون هذا الشخص ذو شخصية قوية و يفضل ان يكون على علم و دراية بالأمور الإدارية و التنسيقية و البروتوكولية و يمتلك مهارات الاتصال للتواصل مع وسائل الإعلام و توضيح آراء الجهاز الفني و اللاعبين لدى الإدارة ..

كشافة النادي Scouts : ينتشر هذا العنصر في الأندية الكبرى التي تسعى لجلب اللاعبين صغار السن من كافة دول العالم و يكون هناك أشخاص محددين ذات خبرة بالتنبؤ المستقبلي من جدوى اللاعب و مدى خدمته النادي و هو في سن صغيرة ،، طبعا كل هذا يتم بالتنسيق مع المدير الفني ...

مسؤول قطاع الناشئين : و هم المدربين الذين يتولون تدريب الفئات العمرية الواعدة و رفد الفريق الأول بها حسب طلب المدير الفني .. و إهمال هذا القطاع يعني الاعتماد على لاعبين من الخارج .. من يدرب الفئات العمرية عليه أن يملك القدرة على التواصل مع اللاعبين من سن 12-18 ..


خصائص المدرب الناجح :


امتلاكه للشهادات التدريبية المعتمدة و معرفته بأساسيات و مبادئ التدريب التي ترفع من مستواه التدريبي و تزيد من خبراته و الاستعانة بمدربين متخصصين على مستوى عالي في ذلك مع عدم إهمال جانب التدريب العملي كمساعد مدرب أو ما شابه ..

أن يملك المدرب الكاريزما Charisma بمعنى أن يكون المدرب صاحب حضور و جاذبية و قدرة على التأثير إيجابا بمن حوله بحيث تمنحه الاستقلالية التي تدفع الآخرين لوصفه بالشخص المثالي و بالتالي محاولة تقليده و إتباع فلسفته ..مع التأكيد أنه الكثير من المدربين يفتقدون هذه الميزة ..

الاهتمام بالشكل المناسب و الأناقة و الهيئة العامة كما الاهتمام بطريقة الكلام و التصرفات بالمجمل ..

القدرة على التواصل الفعال مع أطراف اللعبة و التشاور مع اللاعبين و منحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم و الانتقاد البناء ..

إيجاد العلاقات الاجتماعية خارج الإطار الرياضي ،، كالاحتفال بعيد ميلاد أحد اللاعبين ،، زيارة اللاعبين العائلية و مشاركتهم أفراحهم و أطراحهم تعزز الروح التكافلية بين المدرب و أفراد اللعبة ..و مساعدة اللاعبين للخروج من الأزمات النفسية مهما كان سببها ..

امتلاك بعض الصفات مثل الثقة بالنفس و قوة الشخصية و التصرف بعقلانية و السيطرة على الأعصاب عند الفرح أو الحزن أو الغضب و عدم التردد و التحلي بالصبر و الهدوء و الاتزان و الالتزام و القدرة على منح الفريق جرعات من العزيمة و الإرادة و الحماس ..

إيجاد طريقة اللعب المناسبة للفريق وفق إمكانات الفريق المتاحة و يتم ذلك عن طريق دراسة مستفيضة لقدرات اللاعبين خلال التدريبات و بلورتها على أرض الملعب ،، بحيث يستطيع المدرب أن يكيف مهارات اللاعب و ميزاته في وضعه بالمكان الأنسب على أرض الملعب و توظيفه بشكل سليم و إعطاء الواجبات المطلوب منه القيام بها و التي من خلالها يفيد و يستفيد .. كل هذا يعود لنجاعة المدرب و قدرته على قراءة اللاعب ..

إمكانية حل المشكلات التي تحصل بشكل فردي مع اللاعبين و محاولة حوصلتها في إطار النادي قبل خروجها للإعلام و إحداث بلبلة و ما يتبعها من إشاعات من المحتمل أن تؤثر على مسيرة المدرب و اللاعب و الفريق ..

أن يكون المدرب موضوعي و واقعي مع الفريق الذي يدربه و هذا يكون واضحا من خلال التصريحات ،، فمن السذاجة أن يخرج بعض المدربين قبل المباراة للقول بأن فريقي سيحقق فوز سهل و نتيجة كاسحة مع العلم المسبق بقدرات اللاعبين المتدنية ..

ضرورة وجود الخطة الإستراتيجية للمدرب بحيث تكون معيار لمدى نجاحه أو إخفاقه : فمثلا مدرب يدرب فريق معتاد على تحقيق البطولات في كل موسم و يطمح دائما لحصد كل البطولات ،، ففي حال عدم نجاح المدرب في تحقيق المطلوب بإمكاننا القول بأن المدرب فشل مع الفريق ،، بينما فريق آخر مستواه معروف بأنه يسعى دائما للبقاء ضمن الأندية الممتازة من بين 20 نادي ،، ففي حال احتل هذا الفريق المركز الرابع أو الخامس في هذه الحالة يكون المدرب قد حقق إنجاز تاريخي و يصبح هذا المدرب أسطورة و يسعى الجميع للتعاقد معه ..


انواع المدربين :

يختلف المدربين وفق معايير عدة نستطيع أن نجملها بما يلي ..

طريقة اللعب : يتفاوت المدربين بالطريقة التي يتبعونها في تدريب فرقهم ،، فبعض المدربين المعروفين على المستوى العالمي يفضلون أسلوب تكتيكي دون سواه و ينتهجونه في كل الفرق التي يدربوها .. على سبيل المثال السير أليكس فيرغسون يعرف باعتماده على طريقة 4-4-2 الكلاسيكية المعروفة ،، بينما يحبذ جوزيه مورينيو طريقة 4-2-3-1 ،، كما أن آرسين فينغر يلعب بطريقة 4-3-3 و كذلك بيب غوارديولا و بعض المدربين يلعبون وفق خليط من هذه الخطط فكونتي مثلا نراه أحيانا يلعب بطريقة 3-5-2 و أحيانا 4-2-4 و أحيانا 4-4-2 ..

لكن الخصائص التكنيكية للاعبين تحكم على المدرب أن ينتهج أسلوبا يتبعه باستخدام هذه الطرق فمثلا آرسين فينغر و بيب غوارديولا يعتمدان على طريقة 4-3-3 لكن كل منهما يختلف عن الآخر فغوارديولا يعتمد من الناحية الهجومية على أسلوب التيكي تاكا و عدم مركزية اللعب في الخط الأمامي بتبادل المراكز و التحركات ،، بينما يعتمد فينغر على مهارات لاعبيه خصوصا الثلاثي الهجومي من لاعب رأس حربة و جناحين مهاجمين و على هذا الاساس يتم اختيار و شراء اللاعبين ..

بقي القول أن كل مدرب يطمح أن يبني تشكيله و يعبئ شواغره من اللاعبين وفق تشكيلته المفضلة بحيث يبحث عن خصائص معينة و على هذا أساس يطلب لاعب بعينه دون غيره .. بعض المدربين المغمورين لا يهمهم الطريقة التي يتبعها مع الفريق و يعتمد على قدرات لاعبيه و من ثم يوطف كل لاعب منهم في الطريقة التي بالامكان ان يقوم بها هذا اللاعب بدوره على أكمل وجه ..



السياسة المتبعة : هناك اختلاف بين المدربين في السياسة التي يتبعونها وفق الآتي :

أ – الاعتماد على اللاعبين الشباب : هنا يكمن دور المدرب الناجح الذي يستطيع أن يختار اللاعبين المتوقع أن يكون لهم مستقبل و ملاحظة تطور مستواهم يوم بعد يوم ،، يقوم هذا المدرب باختيار اللاعب و التعاقد معه على أن يتم منحه الفرصة مع الفريق الأول و إثبات وجوده و من ثم بيعه بسعر أعلى قد يفوق التوقعات .. أبرز هؤلاء المدربين مدرب الارسنال آرسين فينغر الذي تبنى هذه السياسة و طبقها خير تطبيق باستقدامه لاعبين صغار بالسن و تحويلهم إلى نجوم على مستوى عالي بعد منحهم الفرصة ،، معدل أعمار الفريق بالغالب يكون متدني و يمتاز الفريق بالحيوية و النشاط و الاندفاع البدني لكنه بلا شك يفتقد الخبرة .

ب – الاعتماد على الأسماء اللامعة : و هذه تكثر في الأندية التي تملك رؤوس أموال ضخمة و لا يهمها المبلغ المالي المقدر للاعب كفريق المان سيتي الذي يدربه مانشيني و فريق باريس سان جيرمان الذي يدربه أنشيلوتي و فريق آنجي الروسي الذي يدربه جوس هيدينك و فريق ملقة الذي يدربه مانويل بيليغريني و كذلك تشيلسي مورينيو و نستطيع القول أيضا فريق ريال مدريد الحالي ..

الفرق المذكورة سابقا مدربوها محظوظون لأبعد الحدود ،، فالصلاحيات معهم واسعة من قبل رؤساهم على الأغلب ،، حتى لو كانت هذه الصفقات عشوائية و فيها تكديس للاعبين التي تؤدي إلى مشاكل بالفريق .. نأخذ مثلا فريق المان سيتي فريق لا يملك من البطولات و التاريخ الشيء الكبير ،، لكنه استطاع برأس المال الضخم أن يعزز صفوفه بكل المراكز أغويرو و نصري و توريه و تيفيز و بالوتيلي و دزيكو و غيرهم الكثير من اللاعبين الذين حولوا الفريق لصدارة الدوري الأقوى عالميا .. كما قلت أن آنشيلوتي هو الاسم الابرز في هذه السياسة بالاضافة لمورينيو ..

ج – الاعتماد على اللاعبين التقليديين : يكون المدرب هنا على معرفة تامة بقدرات كل لاعب بحيث يستفيد منهم بتوظيفهم في مركز معين عرف به اللاعب و يقدم كل ما عنده به ،، في هذه الحالة يكون المدرب معتمدا على تشكيلة ثابتة و لكل لاعب اساسي لاعب بديل مجهز بدنيا و فنيا يلعب بنفس المركز للاعب الاساسي ،، المدربين الاقرب لتبني هذه الطريقة السير أليكس فيرغسون و مدرب بايرن ميونيخ يوب هينكس ..

د – الاعتماد على اللاعبين التكتيكيين : ما يميز المدرب التكتيكي عن غيره هو اعتماده على لاعبين بمقدورهم شغل أكثر من مركز في المباراة الواحدة حسب سيناريو المباراة المتبع ،، فأحيانا نرى اللاعب قلب دفاع و أحيانا لاعب ارتكاز ،، لاعب آخر قد يشغل مركز الجناح الايسر في مباراة أخرى قد نراه يلعب صانع ألعاب أو مهاجم صريح ،، كل ما يفعله هذا المدرب أنه يغير المسميات التكتيكية للاعب نفسه مع عدم إجراء تغيير جذري في طريقة اللعب او التشكيلة او الرسم التكتيكي للفريق بشكل عام .. طبعا الفيلسوف خيوسيب غوارديولا هو الابرز من هذه الناحية قد تكون هناك أسماء أخرى لكن غوارديولا يجسد هذه السمة خير تمثيل ..

ه – الاعتماد على لاعبين مستهلكين : و هم اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين من عمرهم او قاربوا على ذلك ،، قد يكون مستواهم الفني و العامل البدني قد خذلهم بعض الشيء لكن عنصر الخبرة و التعامل مع المباريات الكبيرة حاضرة بقوة في هؤلاء اللاعبين ،، يكثر هذا الاسلوب بالفرق القادمة من الدرجات الدنيا و التي تبحث عن لاعبيت تحرروا من فرقهم أي انتهت عقودهم و قادمين لهذا الفريق بصفة مجانية بحيث يعيد مدرب الفريق اكتشافهم و توظيفهم وفق آلية معينة مع مراعاة عامل اللياقة البدنية و الجاهزية .. فريق ليفانتي أحد مفاجآت الليغا هذا الموسم لفت انتباهي لذكر هذه النقطة بقيادة المدرب المغمور الذي استطاع ان يوجد تشكيلة من لاعبين كبار سن مستهلكين لكنهم قادوا الفريق للوصول لمركز متقدم حتى الآن ..مدرب مغمور لكن وجب ذكره بالموضوع هو خوان إيغناسيو الذي صنع شيء من لا شيء ..



خبرة المدرب : لم تعد خبرة المدرب و سيرته التدريبية أمرا بالغ الأهمية للكثير من الفرق ذلك عندما كسر العديد من المدربين الشباب هذه القاعدة و قادوا فرقهم للبطولات التي فاقت إنجازات المخضرمين من المدربين ،، هذه الثورة التي قادها فرانك رايكارد في الألفية الجديدة عندما قاد منتخب بلاده هولندا في بطولة أمم أوروبا للدور نصف النهائي ،، لتتوالى بعدها هذه الثورة و نرى الاندية الكبرى بل و المنتخبات تعتمد على لاعبيها السابقين كمدربين أثبت بعضهم النجاح و فشل آخرون ..

السير أليكس فيرغسون (71 عام ) المدرسة التدريبية المعروفة يدرب المان يونايتد منذ عام 1986 ،، بينما هناك فرق تبدل مدربين كل موسم آخرهم على سبيل المثال مدرب تشيلسي فيلاش بواش ( 35 عام ) تمت إقالته ليتم تعيين المدرب لاعب النادي سابقا دي ماتيو .. نلاحظ هنا المدى العمري بين المدربين :)



طريقة التعامل مع اللاعبين : تختلف طريقة التعامل من مدرب لآخر وفقا لشخصية المدرب و الكاريزما التي يمتلكها ،، و لا شك أن شخصية المدرب تنعكس على اللاعبين سلبا أو إيجابا ،، و لهذا فكلما تحلى المدرب بصفات وسطية غير متطرفة كان أكثر نجاحا مع الفريق و أكثر قربا من اللاعبين في طريقة التعامل معهم ،، و يقسم المدربين من ناحية فسيولوجية إلى قسمين :

- نوع لوغوتروب : و هم المدربين الذين يهتمون بالجانب العلمي و الكفاءة و تقييم مستويات اللاعبين دون إيلاء أهمية للجانب النفسي (المدرب التقني ) .

- نوع بيدو تروب : و هم المدربين الذين يعطون أهمية للجانب الانساني و الاجتماعي و العلاقات الشخصية بين الطرفين (المدرب البيداغوجي ) .

فبعض المدربين يوصف طبعه بالصعب و يحتاج إلى أسلوب معين للتواصل معه و هذا ما يسبب إرباك للاعبين خصوصا اللاعبين الشباب الذين يحتاجون لمنح الفرصة و عند ارتكاب الخطأ يبدأ هذا المدرب باللوم مما يسبب الاحباط لهذا اللاعب .. مدربين آخرين متساهلين في هذه الأمور إلى درجة تؤدي إلى السلبية ،، إذا كلا النمطين الذين ذكرنا سابقا غير مطلوبين في المدرب النموذجي من حيث التعامل مع اللاعبين ،، فالمدرب الذي يتعامل بنموذجية مع اللاعب يخلق له لاعب من طراز رفيع و بإمكانه أن يفيد فريقه ..

مثال على ذلك المشكلة التي حصلت بين المدرب بيليغريني و اللاعب ريكليمي و التي كانت سببا في رحيل الاخير عن الفريق الذي جمعهما فياريال ،، و يقال بأن سبب الخلاف بينهما هو ركلة جزاء ضائعة و البعض الاخر يقول بأن السبب هو طغيان نجومية ريكليمي على الجميع حتى بيليغريني فكان بيليغريني أن وضع ريكليمي على مقاعد البدلاء لفترة طويلة ليقرر بعدها النجم الارجنتيني الرحيل و السبب المدرب ...!!



شهرته كلاعب : بعض المدربين لم يتميزوا بتواجدهم كلاعبين لكن كمدربين أثبتوا علو كعبهم على الرغم من أنهم مارسوا كرة القدم كلاعبين هواة و لم يسطع نجمهم كمورينيو و فيرغسون و خواكيم لوف مدرب المنتخب الألماني فكانت حظوظهم أقوى كمدربين ،، على العكس تماما هناك لاعبين معروفين على المستوى العالمي استمروا بمشوارهم بمسار التدريب و القائمة طويلة أذكر منها كلينزمان و فان باستن و جوارديولا و مارادونا و رايكارد و غيرهم الكثير ..



مدرب النادي و مدرب المنتخب : رغم أن لهما نفس المغزى من التدريب إلا أن هناك اختلافات نوعية بين الطرفين ،، فمدرب المنتخب يتحمل مسؤولية جمهور دولة و آمال شعب بأكمله لهذا فإن مهمته أصعب من مهمة تدريب النادي ،، عموما لنرى ما تنطوي عليه الحالتين :

أ – مدرب المنتخب : تكون مهمة المدرب مراقبة جميع اللاعبين الذين يحملون الجنسية التي يدربها هذا المدرب ،، سواء كان هؤلاء اللاعبين محترفين بالخارج أو بالدوري المحلي و بعد مراقبتهم و متابعة مستواهم الفني يأتي اختيارهم ليكونوا ضمن المنتخب الوطني ،، بالعادة يكون هناك اختيار من 18 – 23 لاعب ،، منهم 3 حراس مرمى ،، و الباقي يتوزعون على باقي الخطوط ،، و لا شك أن المدرب المحنك الناجح يمزج بين عاملي الخبرة و الشباب ،، ففي كل اختيار على المدرب أن يضم لاعب أو لاعبين جدد شباب ممن استطاعوا إبراز قدراتهم بشكل ملفت على أن يتم استبعاد اللاعبين الذي تراجع مستواهم إلى جانب المصابين و اللاعبين كبار السن ،، اختيار اللاعبين طبعا يكون مدروس و غير عشوائي و على أساس تكتيكي ،، ففي خط الدفاع مثلا يتم اختيار 3 قلب دفاع ،، إلى جانب ظهيرين على الجبهة اليمنى و مثلهم على الجبهة اليسرى بما يتماشى مع طريقة لعب هذا المدرب ،، عند اختيار المدرب لطريقة 3-5-2 فإنه يكون أكثر حاجة للاعب الجناح أو الظهير المتوازن بين الواجبات الدفاعية و الهجومية و كذلك يكون بحاجة لاختيار أكبر عدد من لاعبي الوسط المميزين ..

ب – مدرب النادي : و التي سبق و شرحناها في نقاط سابقة و سنشرحها لاحقا بالتفصيل ،، لكن بالمجمل مدرب النادي باستطاعته استقدام المحترفين من الخارج وفق ميزانية محددة من إدارة الفريق يرفد بها صفوفه و يحاول سد النقص الحاصل بالفريق ،، و كذلك دعم الفريق باللاعبين القادمين من فريق الشباب ،، في كل مباراة يختار قائمة ال18 لاعب ليخوض بها مبارياته المحلية و الخارجية ،، بالمقارنة مع مدرب المنتخب فإن مدرب النادي يكون ضغط المباريات عليه أكبر و عليه أن يتعامل مع كافة الظروف المحيطة مثل الإيقافات و الإصابات و بالتالي عمل التوليفة المناسبة الدائمة من اللاعبين الجاهزة و القادرة على تحقيق نتائج جيدة ترضي الجماهير ..



المدرب الدائم ( المستقر ) و المدرب المؤقت (الطوارئ) : يختلف كلا المدربين بالتوقيت و المدة التي يقضيها كلاهما بالفريق ،، و الصلاحيات الممنوحة له و الظروف و السيناريوهات التي قد تصادف الاثنين :

أ – المدرب المستمر : تأخذ الإدارات وقت طويل للبحث عن مدرب مستقر دائم للفريق قادر على وضع إستراتيجية و خطة سليمة للفريق الأول ،، فإدارة الارسنال كانت موفقة عندما تعاقدت مع آرسين فينغر الذي استمر مع الفريق حتى الآن و يملك إستراتيجية جيدة مع اللاعبين لا تكلف ميزانية النادي الشيء الكثير .. يكون هذا المدرب ذو كاريزما وشخصية تكتيكية مميزة و حنكة تدريبية و خبرة واسعة و نجاحات كبيرة ،، و يكون هذا المدرب ذات تأثير إيجابي على أفراد الفريق و بالتالي تحقيق نتائج طيبة ،، كما و يستطيع هذا المدرب توجيه اللاعبين توجيها صحيحا و بقدرة عالية على تصحيح أخطاؤهم مما يؤدي إلى سلوكهم السلوك الصحيح داخل و خارج الملعب .. لكن عدم توفيق المدرب يجعل الفريق يصاب بنوع من الإحباط و تكليف ميزانية النادي الشيء الكثير .. كما أن بعض المدربين الذين يسيطرون على الإدارات الفنية لفرقهم تؤدي إلى تلاشي مواهب بعض اللاعبين غير المفضلين لهذا المدرب كما جرى مع فان غال أثناء تدريبه بايرن ميونيخ مع اللاعب بودولسكي ..

ب – المدرب المؤقت : و بإمكاننا تسميه بمدرب الطوارئ فهو على الأغلب يأتي بعد إقالة المدرب المستمر و تكون مهمته مع الفريق صعبة نوعا ما ،، لأنها تكون بعد خروج من بطولة مهمة أو عدم قدرة المدرب الأصلي على إكمال المشوار فيكون التعاقد على عجالة و بأسرع وقت ممكن ،، على أن يكون هذا المدرب على معرفة تامة بقدرات اللاعبين و إمكاناتهم ،، لا يجري هذا المدرب تغييرات جوهرية في سياسة الفريق لأنه يعرف تماما أن مصيره مستقبلا الرحيل أو الإقالة في أغلب الحالات .. يقوم هذا المدرب المؤقت بعمل تقليدي و كلاسيكي من خلال خبرته البسيطة كونه يفتقد للخبرة و الشخصية التكتيكية المميزة ،، يستشير هذا المدرب مساعديه في وضع التشكيلة و وضع طريقة اللعب ،، مثال عملي على ما نقول هو إقالة بواش و تعيين دي ماتيو في تشيلسي ..



* ليس شرطا كل من نجح في تدريب المنتخب أن ينجح في تدريب النادي و العكس صحيح ،، لكن هناك أمثلة تبين لنا أن مدربين استطاعوا أن يحققوا نجاحات على الصعيدين مثل ديل بوسكي مدرب ريال مدريد السابق و مدرب اسبانيا حاليا و لعل الاسباب التي جعلته يحقق هذا الانجاز انه امتلك نفس شريحة اللاعبين الاسبان و لم يعاني معهم كثيرا كونه يعرف طريقة التعامل معهم جيدا ،، بالمقابل كابيلو نستطيع القول أنه مدرب نادوي حقق إنجازات عدة على صعيد الاندية بعكس المنتخبات .. أيضا ليس بالقاعدة المتبعة أن يكون كل لاعب ناجح مشروع لمدرب ناجح ،، دييغو أرماندو مارادونا أفضل من داعب كرة القدم على مر التاريخ كلاعب لم يستطع حتى الآن أن يثبت بأنه المدرب الجيد بموازاته كلاعب جيد ..

قبل المباراة :

بعد أن يستقر الفريق على مدرب معين يحتاج المدرب قبل أي مباراة أن ينظم أمور فريقه الفنية ،، فهو كلاعب الشطرنج الذي يحرك اللاعبين كي يستطيع أن يحقق الفوز بالنهاية و بالتالي فإن المدرب مطالب باختيار المناسب من الأسماء ذات الإمكانات المعينة و توظيفها في أرض الملعب بالشكل الصحيح ..

الإعداد الفني و الإداري : هناك طريقتين يستخدمهما أي مدرب لرفد فريقه و تعزيز صفوفه بما يتواءم مع تطلعاته مع فريقه :

أ – لاعبو الفرق العمرية : بالتنسيق مع مدرب الفئات العمرية يقوم هذا المدرب بترشيح بعض الأسماء التي يطلبها المدير الفني للفريق الأول بغية سد النقص الحاصل و تكثر هذه الطريقة في الأندية التي تعتمد على قواعدها العمرية و التي لا تملك ميزانية ولشراء لاعبين من خارج النادي ،،، و قد يكون هناك إشراف مباشر من المدير الفني لبعض مباريات الفرق السنية و اختيار اللاعبين بنفسه ،،، طبعا يكون الاعتماد عليهم بشكل تدريجي ابتداءا بالتدرب مع الفريق الأول و الاعتياد على بعض التمارين رفقة اللاعبين الكبار كما أنها تساعد على صقل موهبة هذا اللاعب الشاب مهما كان مركزه ،، فمثلا سياسة غوارديولا واضحة جدا في هذا الجانب بالخلط في التدريبات بين لاعبي الصف الأول و لاعبي الصف الثاني خصوصا ممن يتنافسون على نفس المركز بالفريق و هذا يضفي نوع من الحماس لدى اللاعبين بتقديم الأفضل ،، فاللاعب الأساسي يخشى على مكانه فيقدم أفضل ما عنده و اللاعب الاحتياطي يكون في قمة اندفاعه و إقباله لتحقيق الكثير و يقدم أيضا أفضل ما عنده و بالنهاية المستفيد هو الفريق ..

يكون الاعتماد على هؤلاء الشباب في الدقائق الأخيرة من عمر المباريات التي تكون شبه محسومة ،، الدخول في هذا التوقيت يعطي دفعة معنوية لهذا اللاعب و جرعة هائلة بشعوره بمذاق النصر مما يؤثر عليه إيجابا مستقبلا في حال شارك أساسيا ،، و في حال كان الفريق يعاني من إصابات أو إيقافات جمة فإن للضرورة أحكام بالدفع بلاعبين شباب منذ البداية و قد تكون تلك النوعية من المباريات نقطة البداية الحقيقية لهؤلاء اللاعبين و حينها نستطيع القول ( رب ضارة نافعة ) أو (الحاجة أم الاختراع ) ...

ب – محترفين من خارج الفريق : قد يكون هذا اللاعب محلي أي من داخل الدوري أو أن يكون من خارج الدولة و يسمى لاعب محترف ،، يكون اختيار اللاعبين بسبب عدم تواجد لاعب يلبي طموحات المدرب بما يتوافق مع فكره و طريقة لعبه لهذا تتم الاستعانة بلاعبين معينين دون غيرهم كونهم يحملون مؤهلات خاصة تجعلهم قادرين على خدمة الفريق بمركز معين ..... هذه النقطة تقودنا لأن نهتم قليلا بالكيفية التي يتطرق لها المدرب باختياره اللاعبين و كيفية بناء الفريق ..

كيف يختار المدرب المحترفين : أول شيء يقوم المدرب بتحديد طريقة اللعب المتبعة و المفضلة لديه ،، يحضر قلم و ورقة قديما أو لوحة التكتيك و يقوم بتوزيع اللاعبين كل حسب مركزه ،، في هذا التوقيت يكون المدرب قد حدد الأسماء الخارجة عن حساباته كي يتم وضعها على لائحة الانتقالات و تبليغ الإدارة بذلك و الأخيرة تقوم بالاتفاق مع اللاعب و المدرب معا على أن يكون هذا اللاعب إما على لائحة الانتقالات نهائيا أو منحه فترة إعارة و في حالات قليلة قد يتم فسخ عقد اللاعب ..

بعد أن يتم توزيع جميع اللاعبين الذين سيعتمد عليهم بالفريق الأول ،، يقوم بتحديد النقص الظاهر و المطلوب إشغاله بالفريق ،، لنأخذ مثالا حتى نقرب الصورة بعد أن تقمصت شخصية السيد يوب هاينكس مدرب بايرن ميونيخ و هذه الصورة توضح المراكز التي يمكن للاعبي بايرن ميونيخ أن يشغلوها ..

كل مدرب لا بد ان يضع هذا المخطط للاعبيه و بناءا عليه يحدد النقص أو الزيادة وفق الطريقة التي ينتهجها ،، السيد هاينكس أساسا بطريقة 4-2-3-1 و بالتالي :

حراسة المرمى في الفريق مثالية ،، و المثالية في حراسة المرمى تكون بتواجد حارس مرمى أول للفريق مميز و يكون دائما الخيار الاول للمدرب على أن يكون الحارس الاحتياطي من أصحاب الخبرة الطويلة و يكون في كامل جهوزيته في حال احتاجه المدرب في أي وقت من الاوقات و الحارس الثالث من الحراس الشباب ليكتسب المهارة و الاندفاع من الاول و الخبرة و التوجيهات من الثاني .. الحارس الاول بالبايرن نيوير و الثاني المخضرم بوت و الثالث هو الحارس الشاب ريدمولر .. و هذا يعني أنه لا حاجة لحراس المرمى بالوقت الحالي ..

خط الدفاع : 7 لاعبين يمثلون الدفاع أظهرة و قلوب ،، العديد منهم يستطيع أن يؤدي أدوار مزدوجة ففي الظهير الايسر يتواجد اللاعب الاساسي لام و الاحتياطي له كونتينتو ،، في قلب الدفاع يتواجد 4 لاعبين بمستوى جيد و جاهزين لتغطية هذا المركز بادشتوبر و بواتنغ و بويتن و برينو ،، أما في مركز الظهير الايمن فهناك رافينيا و بالامكان ان يغطي مكانه في حال غيابه برانييتش أو بواتنغ فكلاهما يجيد اللعب بهذا المركز ،، و هذا يعني أن البايرن لا يحتاج مع تواجد هذه الأسماء للاعبين إضافيين ...

3 – خط الوسط : 9 لاعبي وسط ،، مع اعتماد هاينكس على طريقة 4-2-3-1 فإنه يحتاج في كل مباراة إلى 5 لاعبين من هؤلاء اثنين منهم ارتكاز و اثنين اجنحة و واحد صانع العاب ،، فهل بمقدور هاينكس إيجاد اللاعبين الجاهزين فنيا و بدنيا طوال الموسم ؟؟ لنرى ذلك : دائما هاينكس يعتمد على لاعبين ارتكاز واحد دفاعي و الآخر هجومي ،، المحور الدفاعي هناك 3 أسماء مميزة و بمقدورها ان تؤدي بنفس الرتم و نفس الكفاءة و حسب مجريات اللقاء ،، تيموسشوك اذا كانت المباراة تحتاج الى لاعب مساند لقلبي الدفاع و ذات خبرة ،، غوستافو إذا كانت المباراة تحتاج للاعب حيوي يخلص الكرة و ينقلها للأمام بسرعة ،، برانييتش إذا كان البايرن يحتاج لمحور دفاعي بطابع هجومي يسرع اللعب و يعطي خيارات .. أما الارتكاز الهجومي فهناك شفايني لاعب أساسي يصل الخطوط مع بعضها البعض و يمنح الخيارات و ينوع الكرات ،، و أيضا بإمكان ألابا أن يغطي هذه المنطقة و كذلك كروس إذا كنا نحتاج السرعة في خط الوسط و ايجاد الانسجام بين صانع الالعاب في العمق مولر و بين خط الوسط الهجومي .. مولر الذي يشغل المركز خلف المهاجم الوحيد غوميز و الذي بالامكان ان يكون كروس او الابا او حتى ريبيري او اوليتش و بالتالي لا مشكلة بهذا الجانب ..

على الاطراف يتواجد الثنائي الرائع ريبيري و روبن لكن للأسف لا يملك الفريق اللاعب الجاهز بدنيا و فنيا و مؤهل 100% لكي يشغل هذه الشواغر في حال غياب أحدهم ،، طبعا نذكر اللاعب الياباني اوسامي لكنه يبقى لاعب غير معتاد على الاجواء بعد و لا يقدم ما يقدمه ريبيري و روبن و كذلك أن نحول أحد اللاعبين قد يؤدي الى اختلال بالتشكيلة و الانسجام خصوصا اذا كان الفريق يعاني من اصابات او ايقافات أخرى و هنا ستكمن مشكلة يصعب علينا حلها .. أستخلص من كلامي ( أنا السيد هاينكس ) بأن الفريق بحاجة الى جناح احتياطي يجيد اللعب على الجبهتين صغير بالعمر ..

خط الهجوم : في ظل الاعتماد على مهاجم وحيد في هذه الخطة فإن الفريق دائما يعتمد على غوميز و يتواجد اوليتش على مقاعد البدلاء و يتواجد أيضا بيتريسين هداف الدرجة الثانية قبل موسمين و هو لاعب صغير بالسن .. لكن المشكلة تكمن في حال تحول الفريق للخطة رقم 2 له و هي 4-4-2 و هذا يعني عدم تواجد المهاجم البديل الجاهز ..

اذا محصلة الدراسة الفريق يحتاج الى جناح بإمكانه أن يلعب على الجبهتين صغير بالسن و أن يكون قادر على رفد دكة البدلاء و أيضا مهاجم احتياطي اذا ما قلنا ان اوليتش صرح بأنه راحل عن الفريق اذا بقي على مقاعد البدلاء ..

يبدأ هاينكس بعدها باستعراض الأسماء المعقولة و المطروحة مراعيا أمور عدة منها :

ملاءمته مع طريقة لعب الفريق و التكيف مع الفريق ..

سمعة سيرة اللاعب و مستواه الفني ..

القيمة السوقية للاعب ..

رغبة اللاعب بالانتقال لهذا الفريق ..



نقطة أخيرة أود ذكرها بهذا الجانب قبل الانتقال إلى محور آخر من حديثي و هو تأثير بعض المدربين على الفرق التي يدربونها ،، فبعض المدربين اصطحب معه العديد من مواطنيه كي يلعبوا كمحترفين لفريقه ،، و بات يشكل هؤلاء اللاعبين الأكثرية في فرقهم ،، لنؤخذ بعد الأمثلة :

رافاييل بينيتيز : عندما انتقل هذا المدرب للبريمير ليغ و تحديدا لفريق الريدز اصطحب معه عدد من اللاعبين الاسبان و في بعض المباريات كنا نشاهد أن غالبية الفريق من اللاعبين الاسبان مثل تشابي ألونسو و فرناندو موريانتيس و لويس غارسيا و انطونيو باراغان و خوسيه رينا و و خوسيه خوسيمي و ألفارو أربيلوا و فرناندو توريس ..

جوزيه مورينيو : عندما انتقل مورينيو من بورتو إلى تشيلسي اصحب معه عددا كبير من اللاعبين البرتغاليين و كانوا عماد فريق تشيلسي في تلك الحقبة أمثال تياغو مينديز و ريكاردو كارفالهو و باولو فيريرا و نونو مانيش و هينريك هيلاريو ..




الإعداد البدني : بعد أن يتم اختيار اللاعبين و التعاقد معهم و تجهيز الأمور الفنية لا بد أن يأتي الدور على لياقة اللاعبين و سبل رفعها قبيل بدء الموسم ،، يكون المسؤول عن تنمية الجانب البدني للاعبين معالج الفريق و الطاقم الطبي ،، طبعا بإشراف و متابعة مستمرة من المدير الفني الذي يسعى لحماية لاعبيه من الإصابات و تعافيهم بسرعة أكبر ،، لذلك فالتدرج بإجراء اللقاءات الاستعدادية ،، و الاهتمام بعمليات الإحماء قبل انطلاق المباراة بنصف ساعة من أجل التكيف مع أرضية الملعب و الأجواء المصاحبة مثل البرد الشديد أو الحر الشديد أو اللعب على المرتفعات العالية ذات الضغط الجوي العالي ..

و تمارين الإحماء نوعين بكرة أو بدون كرة ،، و الأفضل أن يبدأ المدرب دائما تدريبه بدون كرة كتمرين الهرولة و القفز و من ثم فكفكة العضلات و استرخائها ،، و قد تختلف التمارين من مدرب لآخر .. و لا بد للمدرب في هذه الأثناء أن يمزج بين الجدية و روح الدعابة التي تضفي أجواء خاصة على الفريق و روحه المعنوية .. طبعا أنا لا أقصد أن يكون المدرب عبوسا قمطريرا طوال فترة التدريب و أن يكون جديا و حازما كما يفعل كابيلو كمدرب لا يبستم لا يشجع لا يحفز و لا أن يكون متساهلا كما مانشيني مع المان سيتي و يكفي تواجد بالوتيلي و تيفيز لإثبات ذلك ..

الإعداد المهاري (التكنيكي و التكتيكي) : بعد أن يكون الفريق قد اكتمل من الناحية البدنية خلال التدريبات داخل الصالات و في الملاعب و بشكل تدريجي لا بد من تنمية الجانب المهاري لدى اللاعبين ،، و يقسم الجانب المهاري إلى قسمين الفردي و الجماعي أو التكنيكي و التكتيكي :

أ – الجانب المهاري الفردي ( التكنيكي) : و يكون بتطوير و تحسين الجانب المهاري لكل لاعب على حدة و المهارات المقصودة بالجانب الفردي تختلف لكل لاعب حسب مركزه :

حارس المرمى : التركيز و الثقة و القوة البدنية و الطول المناسب و ردة الفعل السريعة و التوقع و المرونة و التوجيه السليم للاعبين ..

قلب الدفاع : افتكاك الكرة و الذكاء و القوة الجسمانية و الطول المناسب و التركيز و التمركز الصحيح و الكرات الهوائية و الرقابة ..

الظهير بأنواعه : التحكم بالكرة و المساندة دفاعية كانت أو هجومية و السرعة و بعض المهارة و التمرير القصير و الطويل و اللياقة الاضافية ..

لاعب المحور : التمرير الطويل و القصير و المراوغة و السرعة و المساندة و استخلاص الكرات و التغطية ..

صانع الالعاب المتقدم و المتأخر : المراوغة و السرعة و التحكم بالكرة و الذكاء و التمرير البيني و التسديد و التوقع الصحيح و التكيف و النظرة التكتيكية للمباراة ناهيك عن الدور القيادي ..

الجناح : السرعة و المراوغة و ايجاد التمرير الطويل و القصير و البيني و الكونترول و التمركز الناجح و المساندة و الاختراق و اللياقة الاضافية ..

المهاجم : التسجيل و التمركز و التحرك و المراوغة و بعض السرعة و التوقع و الذكاء ..

الجانب المهاري الجماعي ( التكتيكي ) : و هو الجانب الذي يهتم بالكيفية التي يستطيع المدرب فيها تنفيذ بعض الجمل الجماعية خلال التدريبات ليتم تطبيقها على ارض الملعب أثناء المباريات ،، و قد تكون هذه الجمل تخص كل مركز لوحده ،، أو خط لوحده ،، أو أن يكون بالفريق كاملا .. في موضوعي هذا سأوضح كيف يكون التدريب يلكل خط على حدا :

حراسة المرمى : مركز يتطلب تدريبات خاصة و مدربين مختصين ،، فالمدرب هو القاعدة الأساس لتكوين حراس مرمى على مستوى عالي ،، و كما يقال فالحارس يساوي نصف الفريق أحيانا و لنا الكثير من الامثلة التي كان فيها حارس المرمى قائد ميداني و لسان المدرب كأوليفر كان و تشيلافيرت و كاسياس و بوفون .. طبعا كل لاعبي الفريق بعد ال30 عام يبدأ مستواهم الفني بالانحدار حتى أن سعرهم بالسوق يبدأ بالانخفاض باستثناء حارس المرمى الذي بمقدوره ان يصل لل38 او 39 من عمره و هو يقدم نفس المستوى الثابت و الرائع كفان در سار و أبياتي و ليمان و الحضري ..

حارس المرمى دائما عليه أن يقوم بتوجيه خط دفاعه في عدة حالات أهمها عند إرجاع الكرة للخلف و عند الكرات الثابتة بشكل عام كتوجيه حائط الصد و توزيع اللاعبين أثناء الركنيات كذلك عليه دائما أن يعطي تعليمات للاعبين فهو اللاعب الوحيد الذي لا يتحرك و بالتالي لا مشكلة إن كان هناك تلميح لأحد زملاؤه لاستغلال فجوة معينة في صفوف الخصم ..طبعا لا ننسى الدور الحماسي و التشجيعي من الحارس لزملاؤه و لا شك أن ردة فعله اثناء تسجيل الاهداف او حتى عندما يلاحظ ان خطأ من أحد لاعبي خط دفاعه يجب أن تكون مسؤولة ...

خط الدفاع : دائما الاساس بالمدرب بالنسبة لخط الدفاع أن يحافظ على أسماء ثابتة قدر الامكان فأي تغيير قد يؤدي إلى إحداث بلبلة خصوصا في قلبي الدفاع المطالبان أكثر من غيرهما بالتركيز و الانسجام و تغطية أخطاء بعضهما البعض ،، فمثلا ريدناب و على الرغم من تمتع فريقه باسماء كبيرة على المستوى الهجومي إلا أن مركز قلب الدفاع يشكل عبء حقيقي نظرا لعدم إيجاد اللاعبين المناسبين و القادرين على إيجاد الانسجام و التناغم لتغطية هذه الثغرة المهمة ..

على الأغلب تعتمد الفرق الكبرى على إستراتيجية محددة في اختيارها لقلبي الدفاع و إنا هنا أتحدث عن طريقة يتواجد فيها رباعي دفاعي ،، هذه الإستراتيجية تتمحور حول اللعب بقلب دفاع ذو خبرة عالية دوره قيادي بالملعب يملك كل مقومات قلب الدفاع الناجح إلى جانب آخر شاب يمتاز بالحيوية و النشاط و يكون هو بالفعل مستقبل قلب دفاع ناجح ،، كما غوارديولا مع برشلونة فهو يعتمد أساسا على بويول و بيكيه ،، كلا اللاعبين أصبح يعرف ما هو المطلوب منه تماما و يصحح كل منهما أخطاء الآخر ..

أما الاظهرة فيختلف واجبها حسب ظروف المباراة و الخصم ،، فالظهير الدفاعي مطلوب منه التغطية و المساندة الدفاعية و عدم التقدم كثيرا للمواقع الأمامية كي يراقب الجناح الأخطر بالفريق الخصم و الظهير المهاجم عليه التقدم بموازاة خط الوسط و إيجاد الكثافة في هذه المنطقة بل و تكوين ثنائي هجومي مع الجناح على نفس الجبهة لتكون نقطة قوة بالنسبة لفريقي ..

الأمور الأساسية التي على خط الدفاع إن يمارسها خلال التدريبات كيفية نصب مصيدة التسلل و تطبيق قاعدة الدفاع الضاغط أو المتقدم ،، و ما هي واجبات الدفاع عندما يلعب الفريق دفاع منطقة ،، و المهم الطريقة التي يجب عليها أن يلعب الفريق عندما يواجه ضغط كبير من الفريق المقابل ..

خط الوسط : تواجد خط وسط قوي و امتلاك كم بشري هائل قد يخفف آلامنا إذا كان لدي كمدرب دفاع و هجوم ضعيفين ،، ذلك أن بمقدوري إيجاد عدد من اللاعبين الذين هم أساسا لاعبو وسط و توظيفهم كلاعبين مهاجمين أو لاعبين مدافعين .. فلاعب خط الوسط العصري يجب أن يكون لاعب مبدع خلاق بإمكانه أن يلبي رغبات مدرب فريقه ..

أهم وظيفة يجب أن يقوم بها لاعبو الوسط هي الاستحواذ على الكرة و منح الخيارات عن طريق الانتشار المنظم و التحرك السليم هذا في حال كنت املك الكرة ،، عندما أفقد الكرة يجب على لاعبي الوسط الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة بلاعب بينما يقوم الآخرون بمتابعة تحركات الباقين ممن تقدموا للولوج في المناطق الأمامية ..

و لأن لاعبو هم اللاعبون الاكثر حركة فإنهم يأخذون حصة وافرة من التعليمات قبيل المباراة فإن إجادتهم تعني إجادة الفريق ،، طبعا هنا نقصد بلاعبي الوسط ليسوا فقط بلاعبي الوسط الحقيقيين بل أضيف عليهم الظهير المهاجم و المهاجم المساند .. كل لاعب وسط يقوم المدرب بإعطاؤه مجموعة من التعليمات فمثلا يطلب غوارديولا من ألفيش أن يزيد مع تشافي و يتبادلوا الكرات ،، أو أن يطلب أليغري من إبرا بالعودة قليلا لخارج المنطقة لسحب المدافعين و كذلك تبادل الكرات و خلق الفجوات ،، أو أن يطلب أنشيلوتي من باستوري أن يتواج بكثرة داخل منطقة الجزاء و يتحرك لفتح خيارات عديدة و هكذا ..

و قد تكون التوجيهات جماعية كضرورة الارتداد الدفاعي السريع من قبل الونسو و خضيرة لموازاة سرعة تقدم مهاجمي فريق معين يمتاز بالتحول للمناطق الهجومية أو ان يقوم الفريق بتدوير الكرة لتهدئة اللعب و سحب مهاجمي الخصم للامام و من ثم البدء في هجمة جديدة ..


خط الهجوم : يتطلب تواجد هجوم فعال تواجد خط وسط قادر على صنع الكرات بشتى الوسائل و بكافة الطرق ،، فالمدرب المحنك دائما ما يعمل على ايجاد اللاعبين القادرين على خلق الفرص لانفسهم بل و صنع الفرص لغيرهم و هذا ما يعرف بالمهاجم المساند ،، هذا النوع من المهاجمين ألغى دور المهاجم التقليدي و بالتالي غياب مسمى المهاجم التقليدي الهداف الذي أصبح يضمحل مع الوقت ،، فالفريق الان أصبح يهاجم بأكبر عدد ممكن كما يدافع ايضا بنفس الطريقة .. عموما كما هو معروف المطلب الاساسي للمهاجم هو التسجيل و التحرك بدون كرة في الوقت الذي يقوم به صانع الالعاب محاولة استغلال تحرك مفاجئ لهذا المهاجم و تمرير كرة مناسبة بتوقيتها و مكانها ..

بالنسبة للمدرب أكثر لاعب يغضبه هو المهاجم ،، فهو من سيحسم مسيرة هجمة بدأت و بالتالي المهاجم الناجح الذي يرضي المدرب دائما هو المهاجم الذي يستطيع ترجمة أكبر عدد من الفرص الى اهداف ..

اختلاف المدربين باعتمادهم على المهاجمين يختلف كما و نوعا حسب المدرب و طريقة لعبه ،، الخصم المقابل ،، و طبيعة اللاعبين و ربما افتقادهم للمهاجم الجاهز .. طبعا توجيهات المدرب قبل المباراة قد تكون مفتاح مهم لفك شيفرة دفاع الخصم ،، مثلا عندما يقابل برشلونة فريق هش دفاعيا فإن التركيز من الناحية الهجومية سيكون بالتحرك العشوائي داخل المنطقة و ايجاد الزخم لتشكيل الخطورة اللازمة .. فريق آخر يملك لاعبو دفاع قصار القامة بإمكاني أن استغل هذا الأمر و أدفع بمهاجم طويل القامة يلعب مهاجم رأس حربة مثل غوميز او كراوتش

الإعداد الخططي : يبدأ العد التنازلي للمباراة المرتقبة ،، يقوم المدرب حينها بالإعداد للمباراة قبل أيام قليلة من المباراة وفق الجوانب التالية :

أ – دراسة الخصم : و قد تختلف الدراسة حسب معطيات المباراة ،، فعندما تواجه فريق أو منتخب مجهول الهوية لا تعرف عنه شيء ستكون مهمة المدرب أصعب حتما ،، فهو لا يعرف طريقة لعب الخصم و أبرز مكامن القوة و الضعف و يحدد تشكيلته عليها .. أما في حال كان المدرب يعرف خصمه جيدا بإمكانه أن يكون في ذهنه الصورة العامة التي سيدخل فيها المباراة ،، بشكل عام يتم دراسة الخصم من قبل المدرب عن طريق أشرطة الفيديو التي توضح خفايا هذا الفريق طبعا يتطلب أن تكون هذه المباراة حديثة و لا تقل عن 15 يوم حتى تكون الأمور متقاربة بالنسبة للمدرب ... بناءا على الدراسة التي يجريها المدرب على الفريق يستطيع أن يضع ملاحظاته كي يأخذها في عين الاعتبار عند تثبيت التشكيلة أولا ،، و إصدار بعض التعليمات الخاصة و العامة للاعبي الفريق ..

مثلا عندما أواجه فريق ريال مدريد أتيقن بأن الظهير الأيسر للفريق صاحب واجبات هجومية بحتة و يترك فراغات قد تحدث مشاكل كبيرة و بالتالي فإني كمدرب سأعتمد على تثبيت جناح في الجبهة اليمنى يستغل هذه الفجوة الدفاعية ،، طبعا في هذه الحالة سأقوم بتوظيف لاعب يجيد المراوغة و السرعة و الطلب من المهاجمين بالاقتراب من هذه المنطقة لإيجاد الزخم ..

و لا ننسى أيضا ضرورة متابعة آخر إصابات الفريق و الإيقافات التي تصب لصالح فريقي إذا لم يجد الفريق المقابل البديل الجاهز و عليه يجب أن يكون المدرب حريص على متابعة آخر أخبار الفريق الذي سيقابله ..

ب – تثبيت التشكيلة : عند وضع التشكيلة من قبل المدرب يراعي عدة جوانب منها اللاعبون الموقوفون و اللاعبين المصابين و ها يعني استبعادهم عن المباراة ،، فيكون مجبرا بأن يلعب الأسماء المطروحة و المتوافرة لديه باختيار 11 لاعب جاهز بدنيا و فنيا لتكوين توليفة من اللاعبين مع القدرة على تحقيق المطلوب من هذه المباراة ..بدلاء الفريق : اللاعب البديل ورقة مهمة لكل مدرب ،، فالمدرب الذي يملك دكة بدلاء قوية مدرب محظوظ ، مثال واضح و صريح فريق المان سيتي بقيادة الايطالي مانشيني فهو مدرب يمتلك دكة بدلاء زاخرة باللاعبين المميزين القادرين على خدمة الفريق كما اللاعب الاساسي تماما

محاضرة اللاعبين قبل المباراة و الشحن النفسي : في هذه المرحلة و يفضل أن تكون قبل المباراة بليلة يتم نقل خطة اللعب لأفراد الفريق على شكل محاضرة نظرية يتم فيها شرح طريقة لعب الفريق الخصم و تبيان أبرز مكامن القوة و الضعف و ما يقابله من واجبات لدى أفراد الفريق و التحدث بمجريات اللقاء ،، كما ذكرنا سابقا التعليمات تكون فردية و جماعية على حد سواء ... طبعا لا ننسى عامل الشحن النفسي الايجابي الذي له دور كبير في تحقيق نتائج طيبة فإجادة المدرب مع اللاعبين من ناحية نفسية تجعل اللاعب له قابلية أكثر في قديم مستويات جيدة و تحقيق الفوز ...

ه – اختيار الكابتن : ليس بمقدور أي لاعب أن يكون دوره قيادي و يتحمل مسؤولية قيادة الفريق ، فالكابتن كما هو المدرب يجب أن يحمل كاريزما خاصة تؤهله لأن ينقل الأفكار للاعبي فريقه ،، العمر لم يعد حكرا لاختيار الكابتن و لا حتى الخبرة الطويلة ،، فالمهم أن يقوم هذا الشخص بعدة أمور منها الشخصية القوية و الاحترام من الجميع و هدوء الأعصاب و الاتزان و امتلاك الروح الحماسية ..

أثناء المباراة :

على المدرب أن يكون في قمة تركيزه عالي بهذا الوقت تحديدا لأنها ستنعكس على لاعبي فريقه خلال المباراة ،، كما أن المدرب المثالي في هذه الفترة يخلط بين روح الدعابة و الجدية مع التفريق بينهما ،، فلا يطغى جانب على آخر ،فكما قلنا المدرب هو مرآة فريقه و كل التصرفات محسوبة ..

لا بد أن تختلف ظروف المباراة من حيث طبيعة أرضية الملعب ،، ففي حال كان العشب صناعي (ترتان) فعلى المدرب أن ينبه لاعبيه من تسارع الكرة الكبير و كذلك ارتداد الكرة على أرض الملعب و التي تؤثر أكثر على حراس المرمى ،، حالة الطقس و الظروف الجوية لها دور كبير بالتأثير على المباراة ففي حالات البرد الشديد يتطلب أن تكون فترة الإحماء أكبر ،، كما أن المدرب يلتفت لهذه النقطة بتذكير المدافعين تحديدا بعدم الإكثار من التمرير القصير في المناطق الخلفية ،، و محاولة لعب الكرة أثناء التمرير بقوة أكبر حتى يتم تجاوز احتكاك الكرة بالأرض المبتلة بالمياه ..

بعد الانتهاء من الأمور التقنية و بدأ المباراة ينتشر لاعبو الفريق فوق أرضية الملعب حسب الخطة التي تم وضعها من قبل المدرب ،، مبدئيا فإن فترة جس النبض التي تكون أول ربع ساعة من عمر اللقاء تحتاج رؤية فنية من المدرب بتوجيه اللاعبين و مطابقة ما تم ذكره خلال الخطة و ما تم تنفيذه على رقعة اللعب ،، قد تكون هناك إرشادات بسيطة يلحظها المدير فيحتاج أن ينقلها للاعب فريقه على الفور كأن يطلب من أحد لاعبي الارتكاز العودة للخلف قليلا من أجل تخفيف الضغط على الدفاع و البناء الهجومي من العمق و امتصاص حماس الفريق المضيف و جماهيره ..

ضمن أحداث المباراة من البديهي أن نشاهد بعض الأمور التي تستوجب ردة فعل من قبل المدرب كالأخطاء التحكيمية و إضاعة فرص سهلة من قبل لاعبي الفريق أو أن يرى فجوات مدمرة في دفاعات فريقه و من البديهي أيضا أن تختلف ردة الفعل من مدرب لآخر ، مثلا رافاييل بينيتيز مدرب معروف بهدوئه و عدم تأثره بمجريات المباراة ليس تساهلا طبعا بقدر ما هو تركيز ،، و الأسماء تطول لكن نكتفي بهذا المثال ،، على الجانب المقابل هناك مدربين عرفوا بعصبيتهم و توترهم المستمر مثل مارادونا كثير الاعتراضات و التصريحات ،، و بينهما من هو متوازن و لا يميل لأحدهما على الآخر يتحرك في الأمور التي تستوجب أن يفعل شيء لكن بالنهاية المدرب عليه أن يبقى في كامل تركيزه .. و بالتالي نستنج من كلامنا أن هناك فرق بين ( مدرب هادئ و مدرب لا يهدأ ) ..

مجريات المباراة تحتاج إلى اتخاذ قرارات متلاحقة فيها الدقة و السرعة و الحكمة و المشورة : فالدقة جانب أساسي باتخاذ القرار فعندما يقوم المدرب بتوجيه تعليمات للاعب معين عليه أن يحدد ما هو بالضبط كي لا يشتت ذهن اللاعب و تركيزه ،، و السرعة و ليس التسرع يحتاجها المدرب في حالا كثيرة منها طرد قلب دفاع الفريق و قائده و هذا يتوجب أن يتصرف بسرعة فالخطأ ممنوع ،، الحكمة فالفريق المقابل يلعب بجناح كصانع ألعاب مميز و يعتمد عليه بهجماته ،، المدرب هنا عليه توجيه اللاعب المكلف بالمراقبة بضرورة استخلاص الكرة دون خشونة كي لا يلحق ضررا بالفريق ،، المشورة فلكل مدير فني مساعدين لا بد من استشارهم في بعض الأمور التي تختلط على رأس الفريق و اختيار الأفضل منها كان تتم الاستشارة في تبديل معين أو إعطاء توظيف جديد للاعب معين ..

التبديلات : هي أوراق رابحة يمتلكها المدرب في دكة البدلاء و تختلف التبديلات من حيث هدفها إلى تبديلات اضطرارية للإصابة أو تبديلات تكتيكية الهدف منها تحسين مستوى الفريق و أداؤه أو التبديل الذي يتم عند طرد احد اللاعبين المؤثرين .. هذه العوامل التي تؤدي إلى إجراء التبديلات ،، أما بالنسبة للأمور الواجب مراعاتها عند المدرب عن إجراء التبديل :

نوعية اللاعب البديل : و هنا يقسم إلى قسمين بأن يتم تبديل لاعب مركز بآخر من نفس المركز ،، كأن يتم تبديل ظهير أيمن بظهير أيمن آخر بسبب الإصابة أو المستوى الفني السيئ جدا .. أو أن يكون التبديل الهدف منه تغيير طريقة اللعب

توقيت التبديل : على المدرب الناجح إجادة قراءة المباراة بما فيه التوفيق بالتبديلات من حيث التوقيت ،، فبعض اللاعبين البدلاء لهم أوقات محددة يستطيع المدرب أن يزج بهم ،، أريد أن أذكر مثال بارز للمعلم حسن شحاتة الذي أجاد قراءة المباريات في كأس أمم إفريقيا في أنغولا 2010 و تحديدا في التوقيت الرائع بالدفع بالاحتياطي السوبر محمد ناجي جدو و الذي استطاع تسجيل أهداف حاسمة و نال لقب هداف البطولة على الرغم انه خاض أقل من 90 دقيقة في مجموع المباريات ..

توجيه اللاعب : قبل الدفع باللاعب لا بد من إعطاؤه بعض التوجيهات الفنية التي تساعده لأن يؤدي المطلوب منه على أكمل وجه ،، مع عدم إهمال الجرعة النفسية للاعب ،، خصوصا عند الدفع بلاعب شاب يحتاج لتعزيز الثقة في نفسه إلى جانب التحضير الذهني ..

يقال بأن الشوط الأول دائما هو شوط لاعبين و الشوط الثاني هو شوط مدربين ،، فالاندفاع البدني و الحضور الذهني و اللياقة العالية و الالتزام التكتيكي تكون حاضرة بقوة بالشوط الأول بيد أن الشوط الثاني و مع انخفاض الرتم يكون المدرب مستحوذا على حلول عدة جراء استنفاذ الفريقين اللياقة المطلوبة و الاندفاع البدني المتدني لذلك فيكون المدرب في الشوط الثاني بقمة تركيزه بكيفية استغلال كل هذه العوامل لصالحه بالضغط على عوامل الضعف بالفريق المقابل ..

بعد 120 دقيقة لعب : حالات استثنائية قد يعيشها المدرب فيها الضغط النفسي الرهيب ليس عليه فقط بل لاعبين و جماهير و إدارات أيضا ،، في هذا الجانب البسيط سأركز على الكيفية التي يستقبل فيها المدرب التعادل بعد انتهاء شوطين و من ثم شوطين إضافيين ... ليحتكم الفريقين لركلات الحظ ،، هنا يأتي دور المدرب من ناحية نفسية بينما يكون الطاقم البدني بتهيئة عضلات اللاعبين و شرب بعض السوائل مع بعض الشحنات النفسية من المدرب تجاه اللاعبين و محاولة إبعادهم قدر الإمكان عن الضغط الكبير الواقع عليهم ..

يتم اختيار مسددي ركلات الترجيح على أسس عدة منها عوامل تقنية و نفسية ، فالمدرب قبل المباراة عليه أن يضع لاعبيه بنفس أجواء هذه الوضعية و التدرب على ركلات الترجيح ،، و العوامل النفسية باختيار من يشعر المدرب بأنهم مرتاحين نفسيا و يغلب عليهم عامل الثقة ،، الترتيب ضروري جدا فالركلة الأولى تمنح الفريق مزيدا من الثقة في حال تم تسجيلها بنجاح و الركلة الأخيرة أيضا تحتاج إلى لاعب أعصابه مرتاحة تماما ..

بعد المباراة :

انتهت المباراة بحلوها و مرّها و آلت نتيجة المباراة إلى ما آلت ،، المهم أن يترك المدرب كونه رأس الهرم انطباع جيد لأفراد فريقه و عناصر الفريق المقابل ،، كمصافحة مدرب الفريق المقابل فائزا أو خاسرا و التحدث معه بعبارة أو عبارتين عن مستوى المباراة و الفريقين و من ثم التهنئة أو المواساة ..

المؤتمر الصحفي : بعد ذلك يستعد المدرب للمؤتمر الصحفي الذي من خلاله يعطي معلومات واقعية عن مجريات اللقاء و رأيه بالمستوى العام للمباراة و فريقه بشكل خاص ،، و يعطي كل ذي حق حقه بدون زيادة أو نقصان أو إساءة لأي شخص كان من عناصر اللعبة .. أيضا سعة الصدر مطلوبة في هذه المواقف خصوصا من بعض الصحفيين الفضوليين أو الذين يطرحون أسئلة استفزازية فعلى المدرب بهذه الحالة أن يجيبهم بطريقة دبلوماسية و موضوعية .. كما أن على المدرب أن يكون في خندق واحد مع لاعبيه أمام وسائل الإعلام التي تجعل في كثير من الأخبار إشاعات مما يؤدي إلى افتعال المشاكل داخل أروقة الفريق و الابتعاد عن التوبيخ الشديد ،، و بالتالي فإن الكلمات يجب أن تكون منتقاة و تدل على شخصية الرجل المسؤول المتزن الذي يحافظ على سمعة لاعبيه حتى لو كانت فقط أمام وسائل الإعلام ..

تحليل المباراة و معالجة الأخطاء : بعد إخراج اللاعبين من الحالة التي يمروا بها سواء كانت بعد فوز أو خسارة سواء كان غرور أو ثقة زائدة أو إحباط أو ما إلى ذلك من تبعات المباراة مهما كانت نتيجتها ،، لا بد من مراجعة شريط المباراة دقيقة بدقيقة بتواجد الجهاز الفني و اللاعبين جميعهم ،، ليس القصد من هذه النقطة توبيخ اللاعبين و لوم بعضهم البعض بل المطلوب محاولة وضع اللاعبين بحلول أفضل في بعض الجمل التكتيكية التي تم تطبيقها بشكل خاطئ أثناء المباراة ،، المدرب حينها مسؤول عن تعريف اللاعبين على الأخطاء التي ارتكبوها خلال المباراة و تصحيحها لتجنبها مستقبلا ،، كما أنها تعتبر دروس مجانية للاعبين الشباب ..

مبدأ الثواب و العقاب : إجراء لا بد من الجهاز الفني اتخاذه في بعض المواقف التي يكون فيها بعض اللاعبين قد تجاوزوا حدودهم ،، هذه النقطة تتطلب تواجد مدرب ذو شخصية قوية خصوصا عندما يتكون فريقه من لاعبين على مستوى عالي كقطبي اسبانيا و الرباعي الكبير في انجلترا و كبار ايطاليا ،، أندية يفترض أن يكون مدربها قادر على إمساك زمام الأمور بالفريق ...

فتحقيق نتائج طيبة ترضي الإدارة و الجماهير و كافة عناصر النادي أو المنتخب تكون طريقا لإتباع مبدأ الثواب و الذي يكون على شكل الدعم المادي و الحوافز و ما إلى ذلك من الأمور التي تحفز اللاعبين على بذل المزيد مع فرقهم ..

على العكس تماما فتطبيق مبدأ العقاب مطلب كرادع للاعب مهما كان اسمه و مركزه بالفريق ،، و من الأسباب التي تدفع الجهاز الفني لاتخاذ هذه الإجراءات الصارمة :

انحدار مستوى الفريق بشكل عام و تراجع مستواه على الرغم من توافر كل الظروف الملائمة ،، هنا من الضروري أن يكون العقاب الجماعي لفئة من اللاعبين و غير مقتصر على لاعب معين ..

التأخر عن التدريبات بدون مبرر و عدم الانصياع لتعليمات المدرب كما يحدث الآن بين تيفيز و مانشيني ..

تحريض اللاعبين و الشللية و التحزب بالفريق الواحد كما فعل إيتو قبل أشهر مع منتخب بلاده عندما حرض لاعبي المنتخب على عدم المشاركة ..

التمرد و افتعال المشاكل مع اللاعبين و لعل بالوتيلي يتصدر دائما هذه الأخبار و لا ننسى أيضا الانجليزي المشاكس جوي بارتون ..



نأتي الآن لأنواع العقوبات التي قد يستخدمها المدير الفني بالعادة :

إنزال اللاعب لفرق الفئات العمرية و التدرب معهم فترة من الوقت ..

الاستبعاد عن التشكيل الأساسي للمباراة ..

زيادة الجرعات التدريبية و إجبارهم على بعض التمارين الشاقة ..

تحديد حصص تدريبية أوقات الصباح الباكر ..




الإقالة و الاستقالة و انتهاء العقد :

كرة القدم لعبة تتكون من عدة عناصر اللاعبين و المدربين و الحكام و الجمهور و الإدارات و الصحافة ،، المتتبع لكل هذه الأسماء يرى أنها تؤثر و تتأثر ببعضها البعض و لكل عنصرين من هذه العناصر علاقة تتباين و تختلف من بيئة إلى أخرى حسب العوامل التي المحيطة ،، و لعل المدرب أو المدير الفني سمها ما شئت أحد هذه العناصر المهمة ذات التأثير و التأثر ،، لذلك فكل من ينطوي تحت مسمى التدريب معرض لأن يواجه حالتين لا ثالث لهما النجاح أو الإخفاق فتحقيق النجاح كما أسلفنا سيجعل المدرب في زمرة الساسة و أصحاب التأثير و المقتدى بهم بدون مبالغة ،، ناهيك عن تهافت الفرق الكبرى بالتعاقد معه بأرقام يسيل لها اللعاب ،، أما حالات الإخفاق فيتحملها المدرب لوحده و يكون مصيره الرحيل ،، دعونا الآن نستعرض بعجالة 3 حالات تواجه المدرب الإقالة و الاستقالة و انتهاء العقد ..

الإقالة : هو أسوأ مصير قد يواجهه المدرب خلال مشواره ،، فالقرار يأتي من الأعلى بضرورة مغادرة الفريق حالا ،، نظرا للنتائج الباهتة التي وصل فيها المدرب مع الفريق و تكون طريقة الإقالة باجتماع مغلق و فسخ العقد بالتراضي بين المدرب و الإدارة أو أن تكون بمكالمة هاتفية كما فعل أبراموفيتش مع بواش ،، أو أن تكون فور انتهاء مباراة للفريق ..عدم القدرة على التكيف مع الفريق و عدم إثراء الفريق بأي تقدم يذكر يعجل في رحيل المدرب ..

الاستقالة : تكون بقرار من المدرب نفسه بعد سبب معين ،، مثل تراجع مستوى الفريق و عدم القدرة على النهوض رغم عدة محاولات ،، وجود خلافات مع اللاعبين كعدم القدرة على ضبطهم أو السيطرة عليهم ،، أو أن تكون الخلافات مع الإدارة لعدم تلبية الأخير لطلبات المدرب بالتعاقد مع لاعبين أو إقامة معسكر خارجي او حتى التدخل في الأمور الفنية المسؤول عنها المدرب نفسه ..

انتهاء العقد : المدرب هنا مخير ،، إما التجديد و إما الرحيل و هناك عدة أمور يراعيها المدرب قبل اتخاذ قراره هذا مثل راحته مع الفريق و الإعلام و الجماهير و الإدارة ،، أيضا المقابل المادي الذي من المفروض أن يتقاضاه من النادي يشكل حافز إضافي لتجديد العقد من عدمه ،، بعد اتفاق الطرفين على التجديد يحدد المدرب مطالبه و إستراتيجيته القادمة و تعويض أي خلل حدث بالموسم الماضي و يبدأ رحلة جديدة مع الفريق نفسه ..

في حال لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين ( المدرب و الإدارة ) ينفصل المدرب عن الفريق باحثا عن نادي آخر ضمن محددات معينة تتوافق و إمكانات المدرب و سيرته التدريبية و طريقة لعبه و طموحاته و إنجازاته ،، بعد أن يكون المدرب قد درس العروض المقدمة له من الأندية و المنتخبات التي طلبت التعاقد معه يكون المدرب قد راعى جوانب عدة ذكرناها سابقا كقدرته على التكيف مع عقلية اللاعبين و جدوة العرض المالي و رغبة الفريق الجدية بالتعاقد معه و القدرة على تلبية مطالب هذا المدرب التي تخص الأمور الفنية ،، ليهتدي المدرب حينها للعرض الأمثل و يبدأ رحلة تدريبية جديدة ...







4 التعليقات :

 
Top