البطولة الاحترافية المغربية



البطولة الفرنسية كانت الأكثر استقطابا للاعب المغربي

لعل البطولة الفرنسية كانت الأكثر استقطابا للاعب المغربي في ذلك الزمـان بحكم الأوضـاع السياسية والتبعية المفروضة على المغرب من طرف الدولة الإستعمـارية فرنسا وحيث انني كنت اعتقد ان العربي بن مبارك الذي تعرفون قصته كـان اول من فتح بوابة التواجد المغربي هنـاك بجـانب أولمبيك مارسيليا موسم 38/39 فأنني ادركت ان معلومـاتي كـانت قاصرة حيث ان لاعب اخر سبقه للدوري الفرنسي بأربع مواسم والأمر يتعلق بأحمد باشة بنودة الذي كان يلعب كمهاجم ولد في احد احياء البيضاء في ماي من العام 1906 ومر للدوري الفرنسي موسم 33/34 ليلعب رفقة فريق فيس الباريسي والذي كان احد اعمدة الدوري الفرنسي الأول حينهـا وقد انتقل اللاعب بعدهـا إلى ارلس ثم إلى رين الفرنسي الذي قضى معه سنوات ماقبل الحرب العالمية الثانية، بعد الحرب العالمية الثانية وبعد ان كان العربي بنمبارك قضى احد مواسمه مع المارسيليا التحق لاعب الوسط محمد القدميري بركب اللاعبين المغاربة الذين لعبو بالدوري الفرنسي في تلك الحقب ، أنطلق أبن مارس 1921 مع اولمبيك ريد ستار موسم 45/46 ثم انتقل لأرلس وبعدهـا لغرونوبل وقد عاشره في ريد ستار المغربي الأخر عبد الكريم الحميري المولود سنة 1920 والذي لعب في ريد ستار وستاد دو فورنس وبوردو ثم سيت الفرنسي ، هذا النادي نفسه كـان يلعب فيه لاعبين مغربيين في موسم 46/45 وهمـا ابن مدينة سلا المهاجم محمد عبد الرزاق والذي لعب رفقة المرحوم ابراهيم زهـار في اولمبيك مونبلي اللاعب محمد عبد الرزاق كان عمره حينهـا 20 عـاما ولعب ايضا في فلنسيان وليون وارلس وستاد دو فورنس ونيس كما لعب لموسم واحد في مورسيا الأسباني وكان أول لاعب بل ربمـا من اللاعبين المغاربة القلائل الذين لعبو في الدوري المكسيكي قبل ان يضع حدا لمسيرته في كورت الفرنسي موسم 64.بجانب محمد عبد الرزاق كـان ينشط ابن مدينة وجدة سنة 1920 محمد بن ابراهيم الذي كان يلعب كلاعب ارتكاز قضى موسمين في سيت ثم التحق بنانسي الذي لعب معه لأربع موسم قبل ان يعتزل رفقة راسينج بزانسون،

امـا الموسم 46/47 فكان الدوري الفرنسي يعج بالمغاربة بوردو وحده ضم لاعبين مغربيين بينهم ابن البيضاء صاحب العشرين عـاما مبارك بن قدور الذي لعب في بوردو لستتة مواسم متتالية ثم انتقل لأولمبيك مونبلي ثم غرونبل وقبل اعتزاله كان قد لعب زهاء 122 مبارة في الدوري الفرنسي وبجـانبه كان ينشط المهاجم مصطفى بنمبارك مواليد 1926 و الذي بلغت مبارياته بالدوري الفرنسي 155 منها 71 مبارة في الدرجة الثانية سجل خلالهـا اهداف كثيرة ولعب في بوردو لمواسم عديدة ثم لراسينج دو باري وتورس والأتلتيك الباريسي كما سبق له ان حمل قميص المنتخب الفرنسي في احدى المباريات الودية سنة 1950 ،اما في مارسيليا فكـان الظهير الأيسر الودادي وابن مدينة الجديدة سنة 1921 سليم بن ميلود يثبت الحضور المغربي وهو الذي قضى مواسم و سنوات عديدة رفقة مارسيليا وكان خير سفير للكرة المغربية هناك ، وفي نفس الفريق (مارسيليا) كـان ينشط ايضا لاعب وسط ميدان الفتح الرباطي محمد بن بوشعيب والذي تدرج في اندية فرنسية اخرى من قبيل أولمبيك مونبليه وغرونوبل وقضى 11 سنة كاملة بالدوري الفرنسي بقسميه الأول والثاني ،وكلا اللاعبين حققا الدوري الفرنسي رفقة مارسيليا في نفس العـام قبل ان يلتحق بهم الودادي الأخر محمد محجوب وذلك في الموسم الموالي المهـاجم الودادي محجوب والذي وافته المنية في 1994 بعد عمر دام 70 سنة كان قد لعب ايضا في اولمبيك مونبلي وريال سانتاندير الأسباني ليكون من المغاربة الأوائل الذين لعبو في أسبانيا.

مع بداية الخمسينات كانت الأفاق أوسع لألتحـاق لاعبين اخرين بالدوري الفرنسي بعد ان مهد الأسلاف الطريق وسوقو بشكل جيد للقيمة الفنية والمهارية للاعب المغربي فمع مطلع موسم 49/50 التحق المدافع البيضاوي حسن مجيد إلى جانب عبد القادر حميري بنادي سيت الفرنسي ثم بعد موسم واحد التحق بنيس وتدرج بعدهـا في اندية موناكو وريد ستار وقضى ثماني سنوات في الدوري الفرنسي،فيما ظهر بن محمد بيتشو في نادي ميتز لموسم واحد في 51/52 قبل ان يعتزل سنوات بعد ذلك فيما نشط محمد بن عبد السلام في نفس الموسم في نادي بوردو وقضى معه ثلاث مواسم قبل ان يلتحق بنيم الذي انهى مسيرته الكروية رفقته سنة 1965 وسبق للاعب بن عبد السلام ان حمل قميص المنتخب الفرنسي في مناسبة واحدة خلال الخمسينات رفقة عبد الرحمان بلمحجوب ، بن عبدالسلام كان ايضا من مواليد الدار البيضاء في يونيو 1926 وكان يلعب كمهاجم صريح ،وعلى ذكر عبد الرحمان بلمحجوب امير حديقة الأمراء فهو بدوره كان متواجد في الدوري الفرنسي مند موسم 51/52 رفقة الراسينج دو باري ثم لعب في نيس ثم اولمبيك مونبلي وقضى في فرنسـا عشر سنوات قبل ان يعود للمغرب من بوابة الوداد البيضاوي سنة 1964 قبل ان يعتزل اللعب في 68 وقد سبق له ان حمل قميص المنتخب المغربي في تصفيات كأس العالم 1962 كمـا شارك عبد الرحمان الذي كان يلعب في أي مركز اراده المدرب في كأس العـالم رفقة منتخب فرنسا في سويسرا 1954 ،قبل ان يقود المنتخب المغربي كمدرب في العديد من المنسابات، خصوصا في الألعـاب الأولمبية طوكيو64 وميونيخ 72،أمـا في نيس الفرنسي كان اللاعب الودادي محمد الشتوكي يكتب قصته الخـاصة بالمستديرة خلال موسمين متتاليين رفقة حسن مجيد الذي تحدثت عنه في الأسطر السابقة،وبنيس ايضا لعب المغربي الأخر عمر بن ادريس هو في ربيعه التاسع عشر موسم 53/54 قبل ان يلتحق بسبورتينج تولون الذي كان احد اندية الدرجة الثانية من الدوري الفرنسي وقضى معه اربع مواسم ومن تولون عـاد لقسم الأضواء من بوابة نيم ولعب ايضا في اولمبيك مونبلي وميتز في الدرجة الثانية،وفي ذلك الموسم بالظبط كان الفرنسي جيست فونتين الذي انطلق من المغرب والمولود بمراكش لاعبا في نيس، ولم تخلو بوردو مجددا من الأأسمـاء المغربية حيث كان أدريس جومـاد لاعبا اساسيا في كتيبة اندري جيراد رفقة محمد بن عبد السلام، وفي القسم الثاني نشط لاعب الوسط أحمد حميدا رفقة نـادي أتلتيك باريس لمواسم عديدة،

بعد ان نال الشعب المغربي أستقلاله المعنوي لم يعد شيئ يمنع اللاعبين المغاربة من البروز والأنطلاق في الدوري الفرنسي ومع مطلع سنة 56 اي موسم 55/56 التحق حسن اقصبي لاعب الفتح الرباطي بنيم الفرنسي وهو في سن العشرين وبجانبه كان يلعب مغربيين اخرين بالأضافة لمحمد بن عبد السلام يتعلق الأمر بأبن المدينة العلمية فـاس مهدي بلحاج الجلالي مهـاجم ناديي نيم وتلون وتحصل على كاس فرنسا عام 56 رفقة نيم ، من جانبه ترك المدافع الودادي مصطفى بطاش بصمته رفقة نيم قبل ان ينهي مسيرته مع نفس الفريق بعد 252 مبارة سجل خلالهـا تسع اهداف ثم اعلن اعتزاله سنة 1963 وللمناسبة فبطاش واقصبي كان احد عنصري المنتخب الوطني نهـاية الخمسينات وبداية الستينات وشاركا معا في اول مبارة دولية في تاريخ الأسود ضد العراق خلال الألعـاب العربية لبنان 57 بقيادة العربي بنمبارك وامـا اقصبي فأستمر مع المتخب طيلة الستينات ومسيرته كانت حافلة بفرنسا فبعد ان قضى سبع سنوات رفقة نيم التحق بريمس لعب لموسمين معهم ثم موسم اخر بموناكو ثم عـاد لريمس قبل ان يشد الرحـال لناديه الأم الفتح الرباطي الذي انهى مسيرته معه في السبعين من القرن الماضي، وطيلة مسيرته في فرنسـا حقق اقصبي لقب الدوري مرة واحدة رفقة ريمس سنة 62 وكأس فرنسـا سنة 56 رفقة نيم كما شارك في دوري الابطال الأوروبية رفقة ريمس ويعتبر من اللاعبين المغاربة الأوائل الذين لعبو دوري الأبطال الأوروبية،كمـا نشط أبن مدينة سطات عبد الله مدودة رفقة بوردو الفرنسي لموسمين قضاهم معا في دوري الدرجة الثانية بين 56 و58 اللاعب الذي كـان يشغل ظهيرا ايسرا في الفريق عاشر أرديس جومـاد خلال احد المواسم رفقة بوردود ،



موسم 55/56 وإلى مارسيليا ألتحق الرجـاوي ابن اليوسام أحمد العربي لحسن الملقب بشيشا وقضى موسمين هنـاك قبل ان يلتحق بسترانبورج وعاد مجددا لمارسيليا لموسم واحد قبل ان ينهي مسيرته في ريد ستار وقد حصل على كأس فرنسا رفقة مارسيليا سنة57 أحمد العربي كـان لاعب أساسيا في المنتخب المغربي خلال تصفيات كأس العـالم 1962 وكان صاحب الهدف المغربي الوحيد في المنزه ضد تونس ،وهي نفس السنة 56 التحق المرحوم ابراهيم زهـار لنادي راسينج دو باري ليعاشر عبد الرحمـان بلمحجوب في ذلك الموسم، المدافع ابراهيم زهـار عـاشر ايضا الودادي أحمد تباري الذي التحق به في الموسم الموالي (57/58) ولعب التباري ايضا لأتلتيك دو باري وتولوز الفرنسي،ريمس الذي كان من بين الأندية الأكثر استقطاباا للاعبين المغربية فقد استقطب ايضا اللاعب عبد الله زهـار وهو في ربيعه التاسع عشر سنة 58 اللاعب الذي كان يستطيع ان يلعب في اي مركز داخل المستطيل لعب خمس مواسم مع ريمس وفاز بالدوري سنة 60 و62 قبل ان يلتحق بغرونوبل الفرنسي حيث انهى مسيرته الكروية هناك وبالمناسبة هذا اللاعب هو الذي سجل هدف الأمل في المبارة الفاصلة ضد تونس في باليروما الأيطالية خلال تصفيات كأس العـالم 62 الهدف جـاء في الدقيقة 35 قبل ان يعدل التونسيون الكفة في اخر دقيقة من المبارة عن طريق أبراهيم كريت الذي كان بدوره محترفا تونسيا في نيس ،عبد الله زهار كان ايضا صاحب احد الأهداف في مبارة الذهاب بين المغرب وتونس المبارة انتهت بهدفين لواحد لصالح الأسود وسجل عبد الله هدفه عن طريق ضربة جزاء في الدقيقة 60 بعدمـا كانت المبارة متعادلة، ومع مطلع الستينات كـان محمد الخالفي صاحب الهدف المغربي الوحيد في مرمى منتخب غـانا خلا تصفيات كأس العـالم الشيلي 1962 بملعب دونور بالدار البيضاء، محمد الخالفي التحق اولا بأرلس الذي كان يلعب في الدرجة الثانية وقضى معه موسمين قبل ان يلتحق بأولمبيك مونبلي الذي بقي معه لغاية 1968 ولعب محمد الخالفي مومسين فقط في دوري الدرجة الأولى الفرنسي فيما لعب بقيت المواسم في الدرجة الثانية. الدوري الفرنسي ضم ايضا احد اللاعبين الذين كانو يحملون الجنسية المغربية وهو 'فرانسيسكو نافارو' اللاعب ولد في مدينة مليلة المحتلة في السابع من ابريل 1933 وقضى سنوات عديدة مع بوردو ولعب بجانب المرحوم أبراهيم الزهار لمومسين.

ومن 'الطــاس' طـار المدافع محمد بؤسة ليحط الرحال و لمومسين باولمبيك ليون بين سنتي 67 و69 سجل خلالهمـا هدفا وحيدا قبل ان يعود لفريق الأتحـاد البيضاوي (الطاس) الذي انهى مسيرته الكروية رفقته،وبعد ان تواجد المنتخب الوطني في ميكسيكو 1970 ومينويخ 72 تألقت أسمـاء كثيرة دوليا مـا جعل الطلب يزيد على المهارة المغربية من طرف الأندية الفرنسية فألتحقت بالركب اسمـاء اخرى من قيمة لاعب نهضة السطات قاسم السليماني و الجديدي محمد معروفي ولاعب الكاك حسين انافال وغيرهم من اللاعبين وصولا إلى الجيل الحـالي ومرورا بكريمو وعزيز بودربالة وعبد الله امان الله ومحمد شاوش وغيرهـا من الأسمـاء التي سطرت تاريخا كرويا مغربيا في الملاعب الفرنسية وكـانت سفيرة للمهـارة الكروية المغربية ،أمــا في الدوري الإسباني وبعد افتتح العربي بن مبارك كتاب تاريخ التواجد المغربي على الملاعب الأسبانية عندمـا لعب مع الأتلتليكو مدريد ستتة مواسم كاملة أبتداء من سنة 1948 فقد التحق به لاعبين اخرين في مقدمتهم محمد عبد الرزاق الذي تحدثت عنه سابقا والذي التحق بمورسيا الأسباني الذي كان يلعب في القسم الأول(الليغا حاليا) قادمـا من ستاد دو فرونس موسم 50/51 ،وفي نفس الموسم أنتقل الودادي محمد محجوب من اولمبيك سبوتينج مونبلي إلى سانطانطير الإسباني ليقضي معهم ثلاثة مواسم كاملة في الليغيا الأسبانية حيث عـاد موسم 53/54 للوداد البيضاوي،وفي موسم 57/58 حل عبد الله بن مبارك بغرناطة قـادمـا من سطاد المغربي قبل ان يلتحق بمالقة في الموسم الوالي وبقي هنـاك لغاية 1968 وبعد اعتزال ابن الرباط عبد الله بن مبارك أشتغل كمدرب في اسبانيا فدرب غرناطة لموسمين ثم مالقا وايضا ترفيسا كمـا حل بمدينة مليلية المحتلة كمدرب لفريقهـا المحلي موسم 93/94 ،وسبق له ان حمل قميص المنتخب الوطني كلاعب في بداية الستينات،كان هؤلاء أول المغاربة الذين دحرجو الكرة في الملاعب الأسبانية قبل ان يلتحق بهم لاعبين اخرين من قيمة حسن فاضيل وبادو الزاكي وحسن ناظر ومحمد التمومي والنيبت وبصير وغيرهم،قبل ان تنتشر المهـارة المغربية عبر ربوع أووربا في هولندا وايطاليا وبلجيكا والبرتغال ثم وصولا لأنجلترا والدول السكوندنافية فلا يكاد يخلو دوري أوربي من أسم مغربي في الوقت الراهن.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
Top